أهمية دراسة الفرق الإسلامية والحاجة إليها

 

     تكمن أهمية دراسة الفرق الإسلامية، في اعتبارها عنصرا من أهم العناصر التي قام عليها تطور المجتمع الإسلامي، وانحطاطه، من النواحي: الفكرية، والإجتماعية، والسياسية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الأفكار والمباديء التي أسستها تلك الفرق الكلامية والسياسية قديما، نجد ـ  اليوم ـ آثارها وامتدادها بوضوح في المجتمعات الإسلامية، وعلى هذا فليست الناحية التأريخية هي محل اهتمامنا فقط، بل ما يهمنا بالدرجة الأولى،المنطلقات الفكرية والمعرفية لتلك الفرق، وبالتالي أصول آرائهم وأفكارهم التي لا تزال منتشرة في وقتنا الحاضر.

      مثلا توجد ـ في العصر الحالي ـ تيارات عقلانية، تدعو إلى تمجيد العقل وتحكيمه في الأمور كلها، وتفسير النصوص بموجبه، كما كان عند المعتزلة، وهناك تيارات سلفية تدعو إلى التمسك بظواهر النصوص ورفض تدخل العقل في تفسيرها، وهناك جماعات تكفيرية تمارس العنف والإرهاب، كما كان عليه الخوارج، وثمة طوائف تهتم بتزكية النفس، والعزلة، وأداء الشعائرو الطقوس الدينية فقط، إضافة إلى وجود مذاهب منحرفة، تؤول النصوص الدينية حسب الأهواء، ولأغراض سياسية... لذلك فإن الطالب في سلك الدراسات الإسلامية، بحاجة ماسة إلى الوقوف على أصول تلك الأفكار، وتحليلها، وبيان الأسباب والدوافع الكامنة وراءها.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة